الحلقة الثانية "رعشة قلب"

عدد المساهمات : 16 تاريخ التسجيل : 13/06/2014

الحلقة الثانية

بعد كل تلك الأخبار المبهجة ، غفلنا عن رائد والبقية ، قام رائد بإيصال إخوته لمدارسهم وذهب كعادته للبحر فالجو بديع والغيوم بدأت تتلبد ، جو في غاية الروعة!
وأخذ يمشي على الشاطئ ويقول في نفسه قد كبرت سريعا ولكن مازلت أتذكر لحظات طفولتي وكأنها بالأمس ،نعم مازلت أذكر لمسات أمي الحانية وخوفها وحرصها الشديد علي بالذات ، إلهي مازال ذلك التساؤل يراودني ؟ ولا أجد له جواب ؟ لم كانت أمي تضمني لصدرها وتبكي حينما كنت في السادسة من عمري ؟ لم كانت تلمس شعري بيديها الناعمتين وتبكي بحرقة ؟ ما سبب حزنها ؟ أظن أنني لن أعرفه؟ أود أن أزيل الحزن عنها فأين الطريق لمعرفة السبب ؟ لا أظن بأنه حنان وعطف علي ؟ما السبب ؟ ما السبب؟
كانت أمه تخفي سرا بداخلها ولم تفصح عنه أبدا لرائد ، سرا يشبعها ألما كلما رأت رائد لهذا كان رائد يتساءل ؟
كبر رائد وقرر أن يكمل دراسته فهو مولع بالقراءة ويود أن يتثقف وحلمه الذي يسعى لتحقيقه هو ان يصبح متخصص بعلم الطاقة الايجابية ،ليساعد الناس ويريهم روعة الحياة
رائد شاب يحب الحياة ويحب ان يخرج اليائسين من سجن صنعوه بنفسهم لذاتهم ، يود أن يغير العالم لديه طموح لا يتوقف وبعد أسبوع سيترك البلاد ويسافر لليابان بعثة لتحقيق حلمه وسيقيم هناك الى أن يتسلم شهادته ويعود مفتخرا بذاته

هاهي حنين تصل الى الجامعة متوجهة لمحاضرتها حنين تبدأ الآن برسم مستقبلها في كل خطوة تخطوها ترسم هدف فتاة عاقلة تعرف مصلحة ذاتها لا تلتفت لتوافه الامور أبدا
تحب الرسم وحلمها الذي يشغل جل تفكيرها هو أن تغدو رسامة مشهورة لتري الناس روعة الحياة وتبهج الناظر وتمتع الأبصار بألوان الحياة الرائعة الشباب هم أمل الحياة لا يتخلى أحد منهم عن حلمه ينبضون بالحماس ويندفعون كمياه الشلال نحو أهدافهم وان عثروا وقفوا واتزنوا من جديد
خرج قيس وعزف من المشفى وتوجها الى المطعم ليشربا كوبان من العصير البارد ويسترخيان قليلا بعد ذلك التعب والاجهاد
وهاهي زهور وفداء متوجهان لعمليهما ذهبا والسعادة تتدفق بداخلهما
فراس في المرحلة الثانوية وهو بالفصل العاشر مازال مراهقا عاطفي جدا يتمتع بحس مرهف يعشق الكتابة يبدو أنه متأثر بوالده وهذا الامر طبيعي ، طلب الأستاذ من تلاميذه كتابة تعبير عن الأمل ليرى مستواهم في الكتابة ويخرج من تعبيره يفوق الجمال بمفرداته ووصفه ولكن لم يخبرهم بأنه يريد أن يختبر مهاراتهم وينتقي الأفضل ليشركه بأحد المسابقات قال لهم لا تنسوا الواجب فظن الطلاب أنه مجرد واجب مدرسي ممل ، لكن فراس قرر أن يبذل جهده وينتقي الكلمات الجيدة وأراد أن يلقيه على مسامعهم ، فراس متميز لكنه يفتقد لسمة مهمة وهي الثقة بالنفس ، وكثيرا ما يتردد في قراراته ...
الأستاذ:أيها الطلاب هل أنهيتم كتابة التعبير الذي طلبته منكم
الطلاب: نعم أنهيناه
الأستاذ:هل يود أحدكم أن يسمعنا ما كتب؟
لم يبادر أحد فغضب الأستاذ وقال هل أختار أحدكم أم تبادرون
كان فراس مترددا قليلا رغم أنه يعلم بأنه بذل قصارى جهده في كتابة تعبيره لكن وجهه يبدو أحمر اللون واعتراه التوتر ولكن قال في نفسه
فراس:لم لا أتغلب على خوفي وأقرأ ما كتبت وكأنني كاتب مشهور أليس هذا حلمي ؟ اذن سأبذل جهدي
سأسمعكم ما كتبت
قاللها فراس دون أن يشعر فالحماس تدفق بداخله ونسي الخوف والتوتر
استغرب الاستاذ والطلبة من جوابهم المفاجئ الذي جعله يبدو واثقا من نفسه في أعينهم جميعا
سعد الأستاذ وقال
الأستاذ:أنصتوا لفراس جميعا
فراس:
الأمل نبض الحياة واشراقها،فبه تزدان الأرض وتسعد النفوس،انه شمس ترسل أشعتها لتنير دروب الحائرين،من دونه قد تكتئب النفس ويسود الظلام العالم بأكمله،الأمل انه ذلك الحضن الذي نرتمي اليه ان تاهت خطانا وأوصدت الابواب في وجوهنا،له لحن جميل تطرب له النفس
وبدأ فراس يلقيه والأمل يدنو منه شيئا فشيئا وكأن حلمه يتحقق أمام عينيه كان لكلماته الاثر البالغ عليه وعلى الطلبة والاستاذ كذلك اندمج الجميع معه وغاصوا معه في أعماق تلك الكلمات الرائعة سعد الاستاذ لسماع تلك الكلمات وارتفعت معنوياته وأحس بأن التغير الايجابي ساد الفصل باكمله انهى قرائته وصفق له الجميع تصفيقا يليق به وارتسمت على وجهه بسمة رائعة بروعة تلك الكلمات
وصفق له الاستاذ وطلب منه الحضور له شخصيا لمحادثته
انه الأمل يا رفاق من يدفعنا بقوة نحو أهداف يعزف لحنا جميلا وبصحبته تزهر أحلامنا الأمل حياة!
انتهت الحلقة

ffdg

» الحلقة الأولى من روايتي"رعشة قلب"
» كلماتي "رعشة قلب"
» تعريف بأبطال روايتي "رعشة قلب"